في كل ركن وناحية في مدينة اسطنبول العريقة، ليس بوسعك إلا أن تذوب عشقًا في رائحة التاريخ التي تنبعث من كل مكان تخطو إليه قدماك أو تتعقبه عيناك، وأن تتمنى لو كنت واحدًا من سكان تلك القصور المنتصبة بشموخ تروي للقادمين أسرارًا عمن سكنوها ورحلوا وبقت هي معرضًا لذكريات وتاريخ لن يموت.
ربما لم تتمكن من قبل من تجربة الحياة في قصرٍ عثماني، ولكن ماذا وإن أتيحت لك الفرصة لتناول الطعام بين جدران أحد تلك القصور، أو الاستيقاظ في غرفة أحد الأمراء أو السلاطين؟
إليك 7 قصور عثمانية في مدينة إسطنبول، تحول بعضها إلى مطاعم والآخر إلى فنادق، تتيح لزائريها الاستمتاع بتجربة مميزة داخل جدرانها التاريخية.
قصر مالطا الملكي Malta Köşkü
بني قصر أو جناح مالطا الملكي عام 1871، في حديقة يلدز، على مقربة من مضيق البوسفور، ليكون استراحة للسلطان عبد الحميد الثاني.
واعتمد في بنائه على التصاميم المعمارية التي مزجت بين العمارة الأوروبية في ذلك الوقت والعمارة العثمانية.
وبعد عقود من قيام الجمهورية التركية الحديثة أعادت الدولة ترميم القصر، ليفتتح أبوابه بطابعه الملكي أمام الجميع كمطعم وقاعة للاحتفالات والمؤتمرات، ضمن سلسلة قصور واستراحات حولتها بلدية إسطنبول إلى مطاعم وقاعات احتفالات، هي الأهم والأفخم في هذا المجال في تركيا.
ويتسع الطابق الأول من قصر مالطا لنحو 90 شخصًا، فيما يتسع الطابق العلوي لنحو 70، فضلا عن حديقة واسعة أمام القصر مطلة على مضيق البوسفور.
قصر تشادر Çadır Köşk
هو القصر الثاني الواقع في حديقة يلدز. وقد اتخذه السلطان عبد العزيز استراحة له. وتم بناءه في نفس عام بناء قصر مالطا.
وحولت بلدية إسطنبول قصر تشادر إلى مطعم وقاعة للإحتفالات منذ عام 1995.
القصر الأصفر Sarı Köşk والقصر الأبيض Beyaz Köşk والقصر الوردي Pembe Köşk
شُيدت القصور الثلاثة: الأبيض والأصفر والوردي، في حديقة إميرجان الشهيرة في الجانب الأوروبي من اسطنبول، وعلى مقربة من مضيق البوسفور، في الفترة بين عام 1871 وعام 1878، ليقيم بهم خديوي مصر، الخديوي إسماعيل، وعائلته، حتى نهاية عهد الدولة العثمانية، باستثناء القصر الوردي الذي استمر تحت ملكية أسرة الخديوي حتى تم بيعه عام 1930.
وفي عام 1997 فتحت بلدية اسطنبول أبواب القصور الثلاثة أمام الزوار، بعد أن حولتهم لمطاعم تقدم أشهي الأكلات التركية، بأسعار في متناول الجميع، كما هو الحال في جميع مطاعم البلدية التي تقدم خدمة خمس نجوم بأسعار المطاعم ذات الثلاث نجوم.
كما يمكن القيام بحفلات الزفاف والخطبة في القصور الثلاث حيث يتسع القصر الواحد لنحو 350 شخص.
قصر الخديوي Hıdiv Kasrı
يعتبر قصر الخديوي من أكبر القصور التي أقامت فيها بلدية اسطنبول من المطاعم والمقاهي، حيث يبلغ مساحته نحو ألف متر مربع، ويسع لنحو 1100 شخص.
وبُني القصر عام 1903 بأمر من الخديوي عباس حلمي الثاني، حفيد الخديوي إسماعيل، الذي سكن فيه مع عائلته بعد عزله من حكم مصر وإعلان انفصال مصر عن الدولة العثمانية عام 1914.
وفي عام 1982 أجرت بلدية إسطنبول أعمال ترميم للقصر، تجهيزًا لإعادة استخدامه بعدها بعامين كمطعم ومقهي وقاعة للإحتفالات.
قصر تشيران Çırağan Sarayı
يعد قصر تشيران الوحيد من بين تلك القائمة الذي يستخدم اليوم كفندق، والذي يصنف واحدًا من أفخم الفنادق في العالم. كما أنه الوحيدة من بين القائمة المملوك لشركة خاصة، حيث يَتبَع سلسلة فنادق كمبنسكي
وشُيد القصر على الطراز الأوروبي بأمر من السلطان عبد العزيز عام 1863. ويقع بين منطقتي بشكتاش وأورتاكوي في الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول.
ويتمتع القصر بإطلالة مباشرة على مضيق البوسفور.
وصُنف جناح السلطان في القصر ضمن قائمة CNN لأغلى 15 جناح فندقي في العالم عام 2012.